نشأته
وُلد
الإسكندر في بيلا، العاصمة القديمة لمقدونيا القديمة. ابن فيليبوس الثاني
المقدوني ملك مقدونيا القديمة وابن الأميرة أوليمبياس أميرة إيبيروس
(Epirus). كان أرسطو معلمه الخاص. درّبه تدريبا شاملا في فن الخطابة
والأدب وحفزه على الاهتمام بالعلوم والطب والفلسفة. في صيف عام 336
ق.م.اغتيل فيليبوس الثاني فاعتلى العرش ابنه الإسكندر، فوجد نفسه محاطًا
بالأعداء ومهدد بالتمرد والعصيان من الخارج. فتخلص مباشرة من المتآمرين
عليه وأعدائه في الداخل فحكم عليهم بالإعدام. كما فعل مع أمينتاس الرابع
المقدوني
ثم انتقل إلى ثيساليا (Thessaly) حيث حصل حلفاءه هناك على استقلالهم
وسيطرتهم واستعادة الحكم في مقدونيا. وقبل نهاية صيف 336 ق.م. أعادَ تأسيس
موقعه في اليونان وتم اختياره من قبل الكونغرس في كورينث قائدًا.
تتويجه كفرعون لمصر
في
ربيع عام 331 ق.م. قام الإسكندر بالحج إلى المعبد العظيم ووسيط الوحي آلهة
الشمس آمون-رع (Amon-Ra) المعروف بزيوس (Zeus) عند اليونان، حيث كان
المصريين القدامى يؤمنون بأنهم أبناء إله الشمس آمون-رع وكذلك كان حال
الإسكندر الأعظم بأن الحج الذي قام به آتى ثماره فنصبه الكهنة فرعونا على
مصر وأحبه المصريون وأعلنوا له الطاعة والولاء واعتبروه واحدا منهم ونصبه
الكهنة ابنًا لآمون وأصبح ابنًا لكبير الآلهة حيث لبس تاج آمون وشكله كرأس
كبش ذو قرنين، فلقب بذلك "الإسكندر ذو القرنين".. بعدها قام بالعودة إلى
الشرق مرة أخرى.
نهايته في بابل
وصل
الإسكندر إلى مدينة بابل (بالإنجليزية: Babylon) في ربيع 323 ق.م في بلدة
تدعى الأسكندرية على نهر الفرات في بلاد ما بين النهرين اي العراق حاليا,
حيث قام الإسكندر بنصب معسكره بالقرب من نهر الفرات في الجهة الشرقية منه,
لذا سميت هذه المنطقة باسمه بعد موته. حيث انه بعد مده وبالتحديد في شهر
يونيو من عام 323 ق.م أصيب بحمى شديدة مات على أثرها تاركًا وراءه
إمبراطورية عظيمة واسعة الأطراف.
وهو على فراش الموت نطق بجملة غامضة بقي أثرها أعواما كثيرة حيث قال
” إلى الأقوى (بالإنجليزية: To the strongest) “
عسكرية الإسكندر
كان
الإسكندر من أعظم الجنرالات على مر العصور حيث وصف كتكتيكي وقائد قوات
بارع وذلك دليل قدرته على فتح كل تلك المساحات الواسعة لفترة وجيزة. كان
شجاعا وسخيا، وشديدا صلبًا عندما تتطلب السياسة منه ذلك. وكما ذكر في كتب
التاريخ القديمة بأنه كان مدمن كحول فيقال أنه قتل أقرب أصدقائه كليتوس
(Clitus) في حفلة شراب حيث أنه ندم على ذلك ندما عظيما على ما فعله
بصديقه. وصفوه بأنه ذا حكمة بحسب ما يقوله المؤرخون بأنه كان يسعى لبناء
عالم مبني على الأخوة بدمجه الشرق مع الغرب في إمبراطورية واحدة. فقد درب
آلاف الشباب الفرس بمقدونيا وعينهم في جيشه، وتبنى بنفسه عادات وتقاليد
الفرس وتزوج نساء شرقيات منهم روكسانا (Roxana) التي توفيت عام 311 ق.م.
ابنة أوكسيراتس (Oxyartes) التي لها صلة قرابة مباشرة (لداريوش الثالث)،
وشجع ضباط جيشه وجنوده على الزواج من نساء فارسيات.
أصبحت اللغة اليونانية القديمة واسعة الانتشار ومسيطرة على لغات العالم.
مثوى الإسكندر الأخير
يعتقد
الكثير من العلماء والمؤرخين أن الإسكندر بعد وفاته في بابل ببلاد
الرافدين حصل تنازع بين قادته علي مكان دفنه حيث كان كل منهم يريد أن
يدفنه في الولاية التي يحكمها بعد تقسيم الإمبراطورية التي أنشأها
الإسكندر إلا أن حاكم مقدونيا بيرديكاس قام بمعركة قرب دمياط مع قوات
بطليموس الأول للاستيلاء علي ناووس الإسكندر ونقله إلى مقدونيا ليدفن
هناك، وهزم بيرديكاس في المعركة وقتل لاحقا إلا أن بطليموس الأول خشي
وقتها أن يستمر في دفن الجثمان في سيوة إذ أنه من الممكن أن يأتي أحدهم
عبر الصحراء ويسرق الجثة كما أن سيوة بعيدة عن العاصمة الإسكندرية فقرر
بطليموس أن تدفن في الإسكندرية وكان الأمر ودفن الجثمان علي الطريقة
المصرية ولم تذكر المراجع التاريخية كيف تم نقل الجثمان أو مكان دفنه بيد
أنّ مصادر أخرى تفيد بوجود قبر الاسكندر في العراق مستدلين على وجود ضريح
هناك يُعتقد أنه مدفون فيه.